ترتيب جمعية لاعبي التنس المحترفين: تطور معدل الاعمار لنادي أفضل 100 لاعب في العالم

أسدل الستار على الموسم الرياضي لكرة المضرب على إثر تتويج البلغاري ڨريڨور دميتروف ببطولة نهائي الأساتذة « الماسترز ».  أبرز الأحداث المسجلة خلال الموسم تتلخص في النقاط التالية:
  1. المشاكل البدنية لنصف أعضاء نادي ال10 الأوائل في العالم ، بطلي العالم السابقين دجوكوفيتش و ماراي و الفائز بثلاثية من فئة بطولات الڨران سلام  السويسري فافرينكا ، المتألق الصيني نشيكوري ، التشيكي بارديش و الكندي راونيتش ، هذا الخماسي تغيب تقريبا عن جل منافسات النصف الثاني للموسم، مما كلفه مغادرة المراكز العشرة الأوائل ، باستثناء فافرينكا.
  2. بروز الشبان الواعدين زفيريف و روبلاف و خاشانوف و تيافويي و دونالدسون و مادفيداف و شابوفالوف ، الذين تمكنوا من التألق و التقدم بصفة مذهلة في التصنيف العالمي و على رأس المجموعة ، الألماني ساشا الكسندر زفيريف الذي تمكن من هزم الاسطورتين فيديرر و دجوكوفيتش و الفوز ببطولتين ماسترز 1000 من فئة كبريات البطولات مما أهله من  احتلال المركز الرابع في نهاية الموسم.
  3. تاكيد القيمة الثابتة للرباعي المتألق ديميتروف ، سوك ، تيم و ڨوفان.
  4. العودة للصفوف الأمامية للأرجنتيني دالبوترو.
  5. و اخيرا ، السيطرة الشبه كلية للاسطورتين فيديرر و نادال على أبرز بطولات الموسم.
المخضرمين رودجر فيديرر (36 سنة) ، المتوج ب7 بطولات خلال الموسم الحالي (بطولتين ڨران سلام و 3 ماسترز 1000 و اثنتان ٱيتيبي 500)  ، و منافسه رافائيل نادال (31 سنة)  الفائز ب6 بطولات (بطولتين ڨران سلام و اثنتان ماسترز 1000 و اثنتان ٱيتيبي 500) ، لا يبدو عليهما ادنى تاثيرا بسنّهما المتقدم و كأنهما متعطشان لإحراز الالقاب. هذان البطلين العملاقين يتربعان على رأس جيلا كاملا من اللاعبين المتميزين الذين لم يطبعوا رياضة كرة المضرب ببصمتهم فحسب ، بل كذلك نجحوا في إعلاء الرسومات البيانية للأعمار  لقمم مرتفعة بصفة تكاد تكون غير معقولة.
هؤلاء الأبطال الذين يتحدون الزمن
على عكس الأفكار الواردة ، بطلينا الاسطوريان ، فيديرر و نادال لا يمثلان استثناءا كبطلين متعددي التتويجات في سن متقدمة تتجاوز الثلاثين. في موسم 2017 فحسب اللاعبون الثلاثينيون استولوا على نصف الالقاب المعروضة للمنافسة خلال الموسم  حيث أن 33 بطولة من مجموع 67 ، تم بها إثراء سجل تتويجات فيديرر (36 سنة)  و نادال (31)   و كذلك دجوكوفيتش (30) ، فافرينكا (32) ، إزنر (31) ، تسونڨا (32) ، ميلار (34) ، كولشرايبر (34) ، فيرار (35) ،كويفاس (31) ، فونيني (31) ، لوبيز (35) و إستريلا بورڨوس (37 سنة).
يبدو بعيد جدا الزمن الذي كنا نشهد فيه قدوم « مراهقين » بدون سابق إنذار ، للخبطة التسلسل الهرمي.
انتصارات شبابية بتلك الدرجة كتلك التي أحرزها في نهائي بطولة رولون ڨاروس 1989 اللاعب مايكل تشونڨ في سن 17 سنة و 3 اشهر ، أو تلك التي سجلت سنة 1982 في رصيد  السويدي ماتس ويلندر في نهائي نفس بطولة ڨاروس  في سن 17 سنة و 9 اشهر  ، و هو نفس السن الذي توج فيه الألماني بيكار ببطولة ويمبلدون لموسم 1985 ،  أو كذلك فوز الأمريكي سامبراس ببطولة الولايات المتحدة لسنة 1990  في سن 19 سنة ، لكي لا نذكر الا هؤلاء ، ليس بالإمكان تخيل مثل تلك التتويجات في سن مبكرة في يومنا هذا.
رياضة كرة المضرب ترتكز في يومنا هذا ، اكثر فأكثر على اللياقة البدنية . كذلك حبال المضرب التي أصبحت مصنوعة من مواد اصطناعية عوضا عن المواد العضوية (امعاء بقر) ، لم تعد توفر إمكانية البروز للشبان بالدرجة التي كنا نشهدها قبل أكثر من عقدين لدى أسلافهم في نفس العمر.
تطور الادارة الفنية الى علم دقيق يتفاعل بكل مرونة مع الاحصاءات و النسب و الخوارزميات ، الى جانب طب رياضي عصري مدعم باجهزة متطورة للتصوير بالأشعة ، و كذلك طرق استكشاف وظيفي في تطور مستمر ، كل ذلك يمكّن من مرافقة فعالة للرياضيين و ينجح بجعلهم يتالقون في اعمار متقدمة.
بالبحث في قاعدة بيانات الثلاثة عقود الفارطة ، حاولت أن اسلط الضوء على تطور السن المتوسط لابرز اللاعبين و بصفة خاصة ، أعضاء نادي أفضل 100 لاعب في العالم، هذا البحث أفرز الرسوم البيانية و الاستنتاجات التالية :
خلال العقدين 1987-2007  نادي افضل 20 لاعب في العالم كان يضم في صفوفه سنويا معدل لاعبان ثلاثينيان تقريبا.
هذا الإتجاه تطور تطورا كبيرا جدا  خلال العقد الموالي (2007-2017) كما يبينه الرسم البياني الموالي ، حيث أن نادي ال20 أصبح يضم العدد نفسه من اللاعبين الثلاثينيين من الذين دون ذلك السن الرمزي.
نفس الإتجاه يسجل لدى نادي افضل 100 لاعب في العالم ، حيث أن معدل عدد الثلاثينيين خلال الفترة 1987-2007 الذي بلغ 8,7 لاعبا ، قفز الى الثلاثة أضعافا ، بمعدل 24,8 ثلاثينيا (40 ثلاثينيا في آخر تصنيف).
أما في ما يتعلق بمعدل سن نادي ال100 البالغ 23,64 سنة  في موسم 1987 ، انفجر منذ ذلك الحين ليتجاوز 28 سنة في 2017.
أما في ما يتعلق بجودة الثلاثينيين المعاصرين، فبالإضافة  إلى عدد و قيمة البطولات التي ترجح كفتهم بصفة كلية ، يوجد مؤشر يثبت جودتهم ، حيث أن معدل النقاط المحرزة خلال الموسم من طرف الثلاثينيين ، الذي كان متاخرا على مثله لغير الثلاثينيين الي غاية موسم 2010 ، و منذ ذلك الموسم ابتدٱ بالتقارب ليتعادلا في موسم 2015 قبل أن يتفوق معدل الثلاثينيين في الموسمين التاليين 2016 و 2017 و هذا يعتبر مؤشرا واضحا على تطور المجموعة إلى « فصيلة » اكثر حضور و تنافسية و  تألق من مجموعة دون الثلاثين.
لدينا كذلك حالات لامتداد عمري خارق للعادة للاعبين تألقوا في اعمار متقدمة و الأغرب من ذلك أن جل تتويجاتهم و ابرز انجازاتهم حصلت بعد سن الثلاثين. الأمر يتعلق بالدمينيكاني فيكتور إستريلا بورڨوس (37 سنة) الذي أحرز جميع تتويجاته الثلاثة ابتداءا من سن 35 و ٱخرها في فبراير 2017  ببطولة كيتو بالايكوادور في سن 36 سنة و 6 أشهر.
تحصل بورڨوس كذلك على 7 بطولات من صنف التشالانجر خلال مسيرته الرياضية و كلها بعد بلوغه سن ال31.
الكرواتي كارلوفيتش صاحب الرقم القياسي العالمي ب12278 إرسال ساحق ، و الذي احتفظ لمدة 5 سنوات برقم قياسي لاسرع ارسال في العالم ب251 كم / ساعة، تمكن بفضل ارساله المرعب من تطويل تالقه الى سن جد متقدمة حيث أن 4 من مجموع الثماني تتويجات التي أحرزها طيلة مسيرته الرياضية حصلت بعد سن ال34. كذلك 70 بالمئة من مباريات النهائي التي خاضها حصلت بعد سن 35 سنة.
هذا الإتجاه يتأكد أيضا في منافسات البطولات من صنف التشالانجر ، و يمكننا سرد حالتين من بين أكثر الحالات دلالة ، الاولى تخص التتويجين المتتاليين للاسباني ڨييارمو ڨارسيا لوبيز لاول تتويجاته من هذا الصنف في عمر يمكننا أن نتوقف عن وصفه بالمتقدم ، ب34 سنة و المثير للاهتمام هو تتويجه في المناسبتين في مساحة زمنية وجيزة (4 اسابيع) ، و هذا إن دل على شيء فهو يدل على حضور و تنافسية من أعلى طراز قل ما نشاهدها لدى الجيل الصاعد.
الحالة الثانية تخص البطل العربي مالك الجزيري الفائز هذا الموسم بتتويجه السابع من صنف التشالانجر في بطولة اسطنبول و هو البالغ 33 سنة. هذا الأخير فاز خلال مشواره الرياضي ب7 بطولات من هذا الصنف ، خمسة منها بعد ما تجاوز الثلاثين.
العناصر الواعدة من الجيل الصاعد، مثل زفيريف و كيرڨيوس و روبلاف و مدفيديف و تشوريش و تيافويي و نيشيوكا و دونالدسون و خاشانوف و تسيتسيباس… لهم الف حجة تجبرهم على القلق و هم مدعوين للصبر و المثابرة قبل التمكن من إفتكاك القيادة من الجيل المخضرم.
لا بدّ من التنويه أنه قبل التغييرات المذهلة للعقد الأخير ،  الأداء العالي في سن متقدم لم يكن في متناول الكثير لكن هذا لم يمنع من وجود لاعبين خارقين كل في زمانه ، تألقوا بصفة خاصة. يمكننا ذكر أحد هؤلاء الكائنات الخارقة و هي الأسطورة الاسترالية كين روزوول ، صاحب السجل الخرافي ل133 بطولة ، منها 44 تحصل عليها لبتداءا من سنته الرابعة والثلاثين ، عندما وقع ادماجه و زملائه في البطولات المفتوحة سنة 1968.
روزوول بطل في ثماني مناسبات لبطولات من صنف الڨران سلام ، فاز بجميعها قبل موسم 1957 و بعد موسم 1968، حيث انه في الفترة بين هذين الموسمين ، منع مع زملائه من المشاركة في بطولات المحترفين. من المؤكد أن روزوول هو من أكبر اللاعبين عبر التاريخ و كذلك من أكثر اللاعبين الذين لم يقع تقديرهم حق قدرهم. ما هو الحجم الذي كان بالإمكان أن يكون عليه سجله الرياضي لو امكن له خوض بطولات الفترة الممنوع عنها.
أما بالنسبة للسيدات فلسنا بتاتا بعيدين عن ظاهرة التطور نحو الأعلى للرسوم البيانية للاعمار ، و يكفي أن نرى ما تحققه الاختين ويليامس ، الصغرى سيرينا في سن 36 عام ، التي لم تستغني عن موقعها في صدارة التصنيف العالمي الا مقابل حملها لمولودتها الاولى ، و كذلك الكبرى فينوس التي لم تفقد شيئا من لياقتها و حبها للانتصار في سن 37 عام ، و التي تنافست طيلة الموسم بكل جدية على صدارة الترتيب العام الدولي.
الجدير بالذكر أن أفضل ثماني لاعبات في الموسم ، و المشاركات بصفة ٱلية في نهائي الماسترز النسائي بسنغافورة، لهن معدل عمر يقارب ال26 سنة.
في يومنا هذا ، يصعب تخيل لاعبات « مراهقات » بامكانهن تحقيق إنجازات كبرى على عكس الأجيال السابقة مثل جيل التسعينات الذي شهدنا فيه إنجازات بطولية للاعبات مثل هينڨيس و سيلاس و ڨراف ، اللاتي تمكن في سن مبكرة جدا ، على التوالي 16، 17 و 18 سنة فقط من الفوز ببطولات من صنف الڨران سلام. أو كذلك الكائنة الفضائية الأمريكية جينيفار كابرياتي التي استضافت نفسها في نادي افضل 10 لاعبات في العالم في سن غير معقول ب14 سنة فقط، و حصل ذلك في موسم 1990.
هذا لا يمنع أننا لن نفقد الأمل خصوصا عندما نشاهد إنجاز اللاعبة الأمريكية المراهقة كوري ڨوف ، عن عمر خرافي ب 13 سنة و 5 أشهر، و التي تمكنت من إدراك نهائي جدول الٱنسات لبطولة الولايات المتحدة لهذا الموسم.
Please follow and like us:
error

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

error

Enjoy this blog? Please spread the word :)