بطولة استراليا المفتوحة ، فيديرر يحتفل بالعشرين ، كارولين ووزنياكي « و أخيرا… » ه

اختتمت منافسات اول رافعة للڨران سلام لموسم 2018 بمالبورن استراليا بحدثين تاريخيين يتمثلان في تتويج المايسترو رودجر فيديرر بالبطولة رقم 20 من صنف الڨران سلام خلال مشواره الرياضي و كذلك من جانب السيدات ، تسجيل الدنماركية كارولين ووزنياكي كمتوجة جديدة من هذا الصنف ، وهو تتويج بطعم خاص نوعا ما ، حين نعرف أن هاته البطلة العالمية تجاهد منذ أكثر من اثنى عشر عاما قبل بلوغ هذا الهدف الذي فشلت في الوصول إليه طيلة ال67 اسبوعا بين 2010 و 2012 ، التي تربعت فيها على العرش العالمي لكرة المضرب النسائية.0

اكبر لا عب في تاريخ كرة المضرب العالمية يعمق الفارق بينه و بين منافسيه على هذا اللقب و يضيف تتويج العشرينية. لم يصمد أمامه لا ابطال الجيل الصاعد و لا ابطال نادي التوب تان ، منافس الدور النهائي الكرواتي مارين تشيليش قاتل بكل ما أوتي من قوة شبابه و ارتفاع طوله (198 سنتيمترا) و ارسالاته الساحقة للإطاحة بالأسطورة، لكن دون جدوى ، حيث أن صاحب ال36 سنة روض منافسه الشاب اليافع ذو ال29 ربيعا و استدرجه الى غاية المجموعة الخامسة ليجهز عليه ب6 أشواط ل1  دون ادنى رحمة أو شفقة ، حتى يدفعنا للتسائل من هو اصغر في السن من الاخر ؟!  الى اين يسير هذا العملاق الفريد من نوعه الذي حطم كل الارقام القياسية إلى درجة تجعلنا نتساءل عن أحقيته بلقب أفضل رياضي عبر التاريخ في كافة الرياضات؟

بداية صاروخية للاسطورة الذي انفرد بالنتيجة بسرعة كبيرة 4 أشواط ل0 ، ثم 5 ل1 قبل أن يحسم المجموعة بعد تحصيل شوطا اضافيا في رصيد كل لاعب.0
في المجوعة الثانية قرر الكرواتي أن يأخذ مصيره بيده فرفع من نسق أداءه مما مكنه من مجارات أداء منافسه المبجل ، لكي يستمر التسابق و التلاحق بين البطلين الى غاية المجموعة الحاسمة. فيديرر اخذ أسبقية خلالها بعد احرازه لارسالين حاسمين متتاليين ثم كسر ارسال تشيليش ، الذي سرعان ما تدارك الأمر  بعد أن تحصل على هدية من المايسترو الذي ارتكب خطئين مباشرين قبل أن يتمكن من تعديل النتيجة مجموعة لمثله بفضل ضربة ساحقة من نوع السماتش.0
العبقري فيديرر يأخذ من جديد بزمام المبادرة في سبيل ردع طموحات وليدة نجاح الكرواتي خلال المجموعة الثانية. 3 أخطاء مباشرة من طرف تشيليش خلال الشوط السادس ، و هو شوط إرساله ، لكن كذلك 7 ارسالات حاسمة من المايسترو ، كانت كفيلة بدفع هذا الأخير نحو حسم المجموعة الثالثة بنتيجة 3/6 و  التقدم في النتيجة بمجموعتين لمجموعة واحدة.0
في المجموعة الرابعة بعد كسر ارسال تشيليش و انفراد المايسترو بالنتيجة 3 أشواطا ل1 ، ظننا أن الأمر قد حسم لفائدة هذا الأخير ، إلا أن بلوغ الدور النهائي لبطولة من صنف الڨران سلام ليس بالأمر الهين ولا بمحض الصدفة ، بل من المؤكد أن صاحب إنجاز من هذا النوع في جرابه ما يكفي من المؤهلات للتنافس على أعلى مستوى، و هو ما حصل فعلا حيث تمكن الكرواتي من تسديد العديد من الضربات الحاسمة (13) كانت كفيلة بكسر ارسال الماسترو في مناسبتين و بحسم المجموعة الرابعة لصالحه 3/6

مخطئ من ظن و لو لوهلة أن إدراك المباراة مجموعتها الخامسة سيكون في صالح اللاعب الاصغر سنا و الاكثر شبابا ، حتى و إن كان هذا ما يفرضه المنطق عندما يتعلق الأمر بلاعب اقرب منه من عقده الخامس و الاخر في أواخر عقده الثالث ، اليوم الأمر يتعلق بلاعب روض الزمن لكي لا نقول أنه أوقفه ، لاعب خيالي لا يعرف المستحيل ، لاعب ستتذكره الأجيال لآلاف السنين ، أنه الأسطورة الحية الكائن  الفضائي رودجر فيديرر الذي طرح كامل سجله الفني ليغمر منافسه بصفة كلية ، تارة بارسالات رابحة و تارة أخرى بضربات رابحة عبر الملعب أو على طول الخطوط الجانبية للملعب و ابدع بصفة خاصة بتسديداته اللولبية بقفاء المضرب التي كثيرا ما غمرت المنافس و مكنت البطل من كسب نقاط رابحة. حسم الموقف بصفة نهائية بفضل واحدة من هاته التسديدات الرائعة بعد 3 ساعات و 3 دقائق، لتحلق اكثر فأكثر بالبطل عاليا فوق عرش كرة المضرب. النتيجة النهائية للمباراة : 3/6  7/6  3/6  6/3 و 1/6
هنيئا لرودجر المبدع بهذا التتويج العشريني الذي يكتسي نكهة خاصة.0
التحديات القادمة للعملاق سيكون اولها استرجاع الصدارة العالمية بعد ما يقارب عن ال6 سنوات من فقدانها و هو على بعد 155 نقطة فحسب من منافسه الابدي  المتادور رفاييل ندال ، ثم البطولة رقم 100 في سجله و هو على بعد 4 خطوات فحسب عن ذلك الإنجاز.0
السؤال الذي لم يبرح مخيلتي منذ مدة هو : هل بامكان رودجر المواصلة على هذا المستوى الخيالي لمدة سنتين اخرتين حتى يتمكن من المراهنة على ذهبية الأولمبياد القادمة بطوكيو ، و هي البطولة الوحيدة التي تنقص من سجل السويسري و هو ٱنذاك سيكون قد اقفل سنته التاسعة و الثلاثين؟

أما في ما يخص المباريات الأخرى فقد شهدنا العديد من المواجهات العالية المستوى من بينها التي جمعت الكرواتي كارلوفيتش بالايطالي سابي. كارلوفيتش العملاق طولا و صاحب السلاح الفتاك المتمثل في ارسال من أسرع الارسالات في العالم (احتفظ لمدة خمس سنوات بالرقم القياسي العالمي ب251 كم/س) و كذلك صاحب المباريات الماراطونية الشهيرة ، لم يشفع له ال52 إرسالا ساحقا التي نفذها لكسب المباراة، سابي تمكن من الفوز بعد 5 مجموعات من قتال تواصل لمدة تقارب الأربع ساعات ، من بينها 3 مجموعات انتهت بالشوط الحاسم و مجموعة أخيرة ذات 16 شوطا (7/9) . الأكيد أن مباراة كارلوفيتش الماراطونية (مرة أخرى) ضد الياباني  سوجيتا في الدور السابق ، التي امتدت طيلة 5 مجموعات و 70 شوطا ، قد أتت على نسبة كبيرة من لياقته البدنية. الاربعيني تقريبا (39 سنة يوم  28 فيفري القادم)، صاحب الرقم القياسي العالمي لعدد الارسالات الساحقة (12428) لا يبدو عليه الاستعداد للتقاعد.0

 

ليس لكوريا الجنوبية « سامسونڨ » و « ال جي » و « هيونداي » فحسب بل كذلك « دايوو » و « هايوون تشونڨ« .0
في الأدوار الثمانية ، مفاجأة البطولة ، الكوري الجنوبي تشونڨ ، استاذ الجيل الصاعد 2017 (الفائز ببطولة نهائي أفضل ثماني لاعبين في العالم دون ال22 سنة) تمكن من إقصاء أسطورة التنس العالمية ، العائد للمنافسات مأخرا « الدجوكر » نوفاك دجوكوفيتش ، بثلاثة مجموعات نظيفة ، البطل العالمي الذي يبدو أنه لم يتعافى بعد من اصابة على مستوى المرفق ، أبى إلا أن يكمل المباراة رغم الآلام التي كان يشكو منها طيلة المواجهة.0

 

الاخوين زفيريف ضحية الاعصار الكوري تشونڨ
قبل ذلك ، تمكن الكوري من إقصاء ثلة من اللاعبين البارزين من بينهم النجم الروسي الصاعد دانيل مادفيداف و كذلك الأخوين الألمانيين البارزين ميشا و ساشا زفيريف ، هذا الأخير ، المصنف رقم 4 في العالم لم يستطع أن يصمد أمام ابداعات هايوون تشونڨ المدافع الصلب صاحب التسديدات المليمترية. الألماني لعب مباراة كاملة ، إلا أنه وجد أمامه منافسا من طراز عالمي أجبره على المجازفة و الوقوع في الخطأ ، فبرغم الارسالات الساحقة لزفيريف الذي تجاوز عددها العشرين و برغم عدد 57 نقطة رابحة في رصيده ، لم يتمكن الألماني من حسم المواجهة لصالحه ، إذ أن أخطاءه المباشرة تجاوزت ال50 مقابل 35 للمتألق الكوري. و هذا راجع كما سبق أن أشرت اليه إلى مهارة تشونڨ الذي أجبر الألماني على ارتكاب الأخطاء. انتهت المواجهة بين العشرينيين  ب3 مجمعات مقابل 2 ، المجموعة الخامسة و الأخيرة ، الذي انتهى ب6  أشواط ل0 ضد الالماني ، الذي في غياب الحلول لم يجد اي جدوى دون الاستسلام الكلي لارادة منافسه الفذ.0

 

لم يستطع ايقاف تشونڨ الخارق الا المايسترو بعينه، لكن لا أحد يستطيع أن يجزم بما كان بالإمكان أن تؤول إليه الأحداث لو تمكن الكوري من طرح كافة إمكانياته البدنية ، حيث أن هذا الأخير انسحب من المباراة بعد أن خسر المجموعتين الأولتين على اثر ألام برجله.0

 

من مفاجآت البطولة سجلنا أيضا تألق الأمريكي تانيس ساندڨرين الذي ادرك الربع النهائي للبطولة بعد إقصاءه على الأخص البطل العالمي فافرينكا في الدور الثاني ، ثم المصنف الخامس بالترتيب الدولي النمساوي تيم. لم يستطع ايقاف الأمريكي الا مفاجأة مثله ، و هو المتألق الكوري هايوون تشونڨ.0

 

البريطاني ادموند ايضا ابلى بلاءا حسنا خلال البطولة و كان احسن خلف لمثله الاعلى  و حاميه المبجل ، أسطورة التنس البريطانية، و المصنف الأول عالميا سابقا أندي ماراي.  ادموند تمكن من وأد طموحات مجموعة من اللاعبين البارزين و على رأسهم البلغاري ڨريڨور دميتروف استاذ 2017 في الدور الثمانية و كذلك المتألق الجنوب افريقي كيفن أندرسون في الدور الافتتاحي. ذي ال23 ربيعا غادر المنافسات في الدور الربع النهائي على يد وصيف البطولة الكرواتي تشيليش و يبدو أنه لم يحن بعد وقت انفجاره و انه عليه أن يتسلح بالصبر و المثابرة على غرار مثله الأعلى ماراي الذي لعب دور الغريب (الاوتسايدر) طويلا ضمن نادي البيڨ فور قبل أن يتحرك عدّاده و يتمكن من احراز بطولاته الكبرى.0

 

الكرواتي تشيليش وصيف بطل الدورة ، أتى كذلك على طموحات الأسطورة الحية للتنس العالمية رفائيل نادال في الدور الربع نهائي ، العائد بعد إصابة بالركبة أبعدته عن الميادين خصوصا عن بطولة نهائي الماسترز 2017 ، اتضح أنه لم يتعافى بعد  و رغم ذلك مثله مثل الأبطال الخارقين، صمم الماتادور على إنهاء المواجهة و تحدي الالم حتى آخر نقطة من المباراة التي كسبها الكرواتي ب3 مجموعات لواحد.0

 

مشاركة صادقة للبطل العربي الجزيري
أسطورة التنس العربية مالك الجزيري اخذ نصيبه من البطولة ، فبعد أن رجع من بعيد على اثر تأخره بمجموعتين لصفر أمام الايطالي كاروزو و تمكنه من الخروج بنتيجة المباراة بعد تصفيف ثلاث مجموعات متتالية  7/6 – 6/3 – 3/6 – 5/7 و 3/6  ، يتمكن في الدور 32 من مجارات نسق المصنف 25 عالميا ، اللكسنبورڨي جيل مولار و ذلك باقتلاع المجموعتين الثالثة و الرابعة ، لكننا لا نستطيع لومه كثيرا على خسارة المجموعة الحاسمة و المباراة بنتيجة 7/5 – 6/4 – 6/7 – 3/6 و 6/2
المهم أن الجزيري اثبت أنه أصبح رجل البطولات الكبرى ، فبعد تألقه في نفس البطولة في نسخة 2017 بادراكه الدور 16 ، ثم بلوغه دور الثمانية لبطولة اينديان والز 2017 ، و كذلك الدور 16 بميامي 2017 ، ها هو يعيد الكرة في بطولة استراليا 2018 بنجاحه في إدراك الدور الثاني ، و لو اننا كنا نأمل اكثر من ذلك. تمنياتنا بالمزيد من التألق للجزيري خصوصا في بطولات الماسترز 1000  باينديان والز و ميامي ، لكسب اكبر عدد ممكن من النقاط و الدخول مجددا في نادي افضل 100 لاعب في العالم.0

 

ووزنياكي « و أخيرا… »ء
أبرز لاعبتين في بداية هذا الموسم تلتقيان في رهان القمة للظفر بأول بطولة من صنف الڨران سلام خلال مشوارهما الرياضي. الرهان ايضا يخص كرسي العرش العالمي للسيدات بين المصنفة الأولى، الرومانية سيمونا هاليب و وصيفتها الدنماركية كارولين ووزنياكي، هاته الأخيرة تستبسل منذ بضعة أشهر لاسترجاع مكانة قائدة التصنيف العالمي كانت قد اضاعتها منذ ست سنوات. ووزنياكي تمكنت من كسب لقب أستاذة 2017 منذ شهرين ، على حساب أسطورة التنس النسائية فينوس ويليامس ، إنجازا مكنها من الاقتراب كثيرا من القمة العالمية.0
في مباراة بطولية تمكنت الشقراء الدنماركية من احراز إنجازا تاريخيا بعد هزمها للرومانية هاليب في الدور النهائي لبطولة استراليا بمجموعتين لمجموعة واحدة ، لتمضي بذلك من أبرز « العودات » (كام باك)  في تاريخ اللعبة حيث ان انتصارها مكنها من افتكاك صدارة التصنيف العالمي.0
في ثالث محاولة في رصيدها بعد فشلها في مناسبتين ، الاولى في الدور النهائي لبطولة رولون ڨاروس 2014 أمام البطلة العالمية ماريا شارابوفا ، ثم في مناسبة ثانية ، في نهائي نسخة 2017 من نفس البطولة ، أمام المفاجأة (آنذاك) الليتونية جيلينا اوستابنكو ، تؤكد هاليب المثل الفرنسي الشهير « ابدا اثنين دون ثلاثة »  و تتعثر في ثالث نهائي ڨران سلام في رصيدها أمام ووزنياكي بعد أن لعبت مباراة بطولية ، لكنها اظهرت نقصا واضحا من الناحية البدنية بعد أن استنزفت قواها في الدور 16 أمام الأمريكية دايفس في مباراة ماراطونية امتدت اطوارها مدة 3 ساعات و 45 دقيقة و خاضت خلالها 3 مجموعات و 48 شوطا ، بالإضافة الى المباراة القبل نهائية ضد كاربر التي امتدت كذلك مدة ساعتين و 20 دقيقة و 35 شوطا ، لتاتي على المخزون البدني الهائل للرومانية و تمهد بذلك الطريق للدنماركية للفوز بالمباراة بصعوبة رغما عن كل شيء.0
تمكنت كارولين من كسر ارسال هاليب و الانفراد بالنتيجة ب3 أشوط لصفر ثم 5 ل 3 ، قبل أن تستفيق هاليب و تتمكن من التعديل 6 أشواط لمثله. خلال الشوط الحاسم تمكنت ووزنياكي من السيطرة على مجرى المنافسة لتهدي نفسها 4 كرات مجموعة ، حولت اولاها الى نقطة حسم المجموعة الأولى. استمر التقارب في الأداء و في النتيجة بين اللاعبتين إلى غاية منتصف المجموعة الثانية حين تراجع أداء الدنماركية مما مكن منافستها من كسب ثلاثة أشواطا بصفة مسترسلة لتحسم المجموعة لصالحها ب6 مقابل 3 .0
خلال المجموعة الثالثة تمكنت الحسناء الدنماركية من حسم المباراة بعد كسر ارسال الرومانية في أربعة مناسبات كاملة ، لكن في المقابل خسرت إرسالها في ثلاث مناسبات في مؤشر واضح للتعب البدني للبطلتين ، بعد خوض البطلة 165 شوطا خلال 761 دقيقة ، مقابل 197 شوطا خلال 853 دقيقة لوصيفتها ، طيلة البطولة.0
هنيئا لكارولين بهذا الإنجاز التاريخي الرائع و الأكيد أن هاليب ستسنح لها اكثر من فرصة إضافية للتألق و لكسب بطولات من صنف الڨران سلام.0

 

أما المباريات الأخرى في جدول السيدات ، فقد شهدنا خلال البطولة مواجهة من اقوى المواجهات في تاريخ اللعبة بين المصنفة الأولى الحالية هاليب (كذلك) و المصنفة الأولى سابقا ، الألمانية كاربر ، الفائزة ببطولتين من صنف الڨران سلام خلال موسم 2016 و العائدة بقوة في بداية هذا الموسم بعد تقهقر غريب لاداءها طيلة موسم 2017. كربر ابلت بلاءا خرافيا  خلال مباراتها أمام هاليب ، و كذلك خلال الأدوار السابقة إذ أنها سحقت بطلات كبيرات مثل شارابوفا و كايس و فاكيتش بعد ان حلقت فوق مبارياتها بأداء خيالي و كسبتها كلها بنتائج مريحة جدا بمجموعتين نظيفتين مؤكدة بذلك بانها ستكون من أبرز المنافسات على البطولات الكبرى لهذا الموسم. فعلا مباراة نصف النهائي بين البطلتين هاليب و كربر ستبقى في ذاكرة الرياضة كواحدة من اقوى المبارايات عبر التاريخ ، استهلتها كاربر بصعوبة بعد كسر إرسالها 3 مرات متتالية من طرف هاليب التي انفردت بالنتيجة 5 أشواط ل0 ، قبل أن تتدارك الألمانية الأمر و تقلص الفارق ب3 أشواط ل5 ، لكن الاستفاقة حصلت متأخرة و لم تمنع هاليب من حسم الشوط الموالي و المجموعة الاول لصالحها.0
بداية المجموعة الثانية كان النجاح الى جانب الرومانية بفضل الضربات الحاسمة التي ارتفع عددها الجملي خلال المباراة إلى 50 ضربة و لكن المنتصف الثاني للمحموعة تداركت كاربر تأخرها و عادت في النتيجة بعد كسر إرسال منافستها في مناسبتين لتحسم المجموعة لصالحها ب 6 أشواط ل4. واصلت الألمانية تألقها مع مطلع المجموعة الحاسمة بكسب نقطتين ماراطونيتين امتدت الثانية الى غاية 22 تبادلا للكرة نالت استحسان الجمهور الذي خصها بتصفيق حار و مكنها من كسر إرسال هاليب من جديد.  امتد التسابق و التلاحق طيلة المجموعة الحاسمة بين لاعبتين عانقتا الروعة في العطاء و الأداء لكن الحظ ابتسم للاعبة الأكثر جرأة إذ أنه رغم التعادل الكلي بين اللاعبتين اللتين حصلتا نفس عدد الضربات الحاسمة و الأخطاء المباشرة تقريبا (50 حسما و 50 خطأ مباشرا لهاليب) مقابل (33 حسما و 34 خطأ مباشرا لكاربر) الا ان الفوز كان من نصيب اللاعبة التي جازفت اكثر من منافستها و هذا يتطابق مع المنطق.0

 

من المفاجآت السارة للبطولة ، سجلنا تألق البلجيكية اليز مارتنس التي تمكنت من إقصاء ثلة من البطلات البارزات على رأسهن المصنفة الرابعة عالميا الأوكرانية الينا سفيتولينا بنتيجة مهينة ، حيث أن هاته الأخيرة لم تتمكن من كسب اكثر من اربع أشواط ، لتحسم النتيجة لصالح مارتنس بمجموعتين لصفر تفاصيلها 4/6 و 0/6

 

أما في سجل المشاركة العربية في البطولة ، واجهت البطلة التونسية أنس جابر في الدور الافتتاحي ، الروسية ايلانا فسنينا ، المصنفة السادسة عشرة عالميا التي لم تجد صعوبة كبيرة للتصدي لضربات جابر ، ما عدا شوطا اولا فاجأت هاته الأخيرة فيه منافستها بكسر ارسالها، الا أن تعدد الأخطاء المباشرة للتونسية (24 منها 7 خطأ مزدوج بالارسال مقابل 14 خطأ مباشرا للروسية) حال دون فوز التونسية بالمباراة رغم تفوق هاته الأخيرة في عدد النقاط الرابحة الذي ارتفع إلى 18 من بينها 3 ارسالات حاسمة (مقابل 12 نقطة رابحة لفسنينا) ، الروسية بطلة اينديان والز 2017 ، تمكنت بفضل خبرتها الواسعة من ترويض اندفاع التونسية جابر و كسب نتيجة اللقاء .0

اذا ، بداية موسم غير موفقة لأنس جابر فبعد خيبات امل شانزان  و سيدني و اقصائين متتاليين منذ الدور الافتتاحي، أمام سينياكوفا بنتيجة محبطة (1/6 و 1/6) ثم أمام توميتش المتأخرة في التصنيف العالمي ، مرة أخرى تنسحب أنس بصفة مبكرة ، مما يجعلنا نطرح اكثر من تساءل حول مستوى التحضيرات التي قامت بها قبل انطلاق الموسم ، و نقصد بها التحضيرات النفسية ، هل أن المشرف على التأطير النفسي للبطلة مؤهل بما فيه الكفاية لجعلها قادرة على التاقلم مع الضغط النفسي و النسق المرتفع للبطولات الكبرى؟
اداء البطلة غير مقنع ايضا من الناحية الفنية ، خصوصا من جانب الارسال ، حيث أنها أضحت قادرة على فقدان جميع أشواط إرسالها في مباراة واحدة (في مطلع الموسم أمام سينياكوفا في بطولة شانزان) و كذلك القيام بعدد هائل من الأخطاء  المزدوجة في الارسال وهذا غير مقبول في مثل هذا المستوى العالمي.0
نأمل أن يمدنا المسؤول عن طاقمها الفني بأكثر معلومات عن أسباب هاته الخيبات المتتالية و أن يبرز لنا خطة العمل لتدارك هاته النقائص ، حيث أن أنس جابر ، ليست بطلة مثل كل البطلات بل هي رمز كرة المضرب العربية ، لذلك نجاحها بعتبر أمر غاية في الاهمية بالنسبة لكافة متتبعي الرياضة العربية.  نجاح أنس جابر أو فشلها مرتبط بشكل مباشر بالتاطير ، حيث أنه لا يخفى على أحد قيمة الخامة و الموهبة التي تتمتع بها أنس بطلة آنسات رولون ڨاروس 2011 ، و الفائزة في عديد المناسبات على بطلات عالميات ، ٱخرها المصنفة السابعة في العالم ، السلوفاكية دومينيكا سيبولكوفا في جوان الماضي خلال بطولة رولون ڨاروس.    نجاحها و

في جدول الزوجي رجال ، تمكن الثنائي النمساوي- الكرواتي المصنف السابع عالميا ، اوليفار مراك و مايت بافيتش من كسب اول لقب من صنف الڨران سلام خلال مشوارهما الرياضي، و كان ذلك على حساب الثنائي الكولومبي المصنف 11 عالميا خوان سيباستيان كابال و روبار فرح بنتيجة مجموعتين نظيفتين تفاصيلها 4/6 و 4/6
الجدير بالملاحظة أن عدّاد البطولات بدأ يتحرك ببطئ و بدأت تتضح ملامح التقاعد للثنائي الأسطوري  الامريكي للتوأمين مايك و بوبي  برايان (39 سنة) الذي توقف في مستوى دور النصف نهائي للبطولة.0

 

أما بالنسبة للزوجي سيدات ، غياب هينڨيس أسطورة التنس العالمية من منافسات الزوجي ، أهدى فرصة لكريستينا ملادينوفيتش للتدارك بعد عضها لخبزها الاسود في اختصاص الفردي طيلة ال15 مباراة الأخيرة التي منيت في جميعها بالهزيمة. ملادينوفيتش تمكنت في مباراة النهائي مع شريكتها المجرية تيميا بايبوس ، من إقصاء الثنائي الروسي الشهير مكاروفا و فسنينا بنتيجة مجموعتين لصفر تفاصيلها 4/6 و 3/6

 

بافيتش الكرواتي هو أكثر لاعب متوج في نسخة 2018 بأستراليا المفتوحة، حيث تمكن هذا الأخير صحبة شريكته الكندية ڨابريالا دابروفسكي من إضافة تتويج ثاني في رصيده في اختصاص الزوجي المختلط ، بعد هزمه في الدور النهائي الثنائي الهندي – المجري بوبانا – بايبوس، بنتيجة مجموعتين لمجموعة0

 

في جدول الشبان ، المصنف السابع عالميا  الأمريكي الواعد سيباستيان كوردا ، نجل التشيكي بيتر كوردا ، المتوج ببطولة استراليا لسنة 1998 ، تمكن من الفوز باللقب على حساب غريمه المباشر المصنف السادس ، التايواني شون هسين تسانڨ ، نتيجة المباراة انتهت بمجموعتين لصفر تفاصيلها 6/7 و 4/6

 

و اخيرا المفاجأة في جدول الٱنسات كانت من جانب الأمريكية كوري ڨوف التي لم تنتهي من خطف الأنظار ، إلا أن خيبة الأمل تأتي من جانبها بعد اقصاءها منذ الدور الافتتاحي من طرف الإيطالية اليزاباتا كوشياراتو بمجموعتين لمجموعة واحدة.0
في الحقيقة يجدر بالمهتمين بشأن الظاهرة كوري ڨوف عدم اعتبار اقصاءها خيبة أمل ، إذ أن هاته الأخيرة لم تبلغ بعد سن ال14  و من ناحية أخرى ، ڨوف لم تنهزم ضد أي لاعبة بل ضد من تأهلت الى الدور قبل النهائي و خسرت بصعوبة 7/6 في المجموعة الحاسمة ضد بطلة  الدورة المصنفة الثانية عالميا ، التايوانية أن شوو ليانڨ.0

0

Please follow and like us:
error

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

error

Enjoy this blog? Please spread the word :)