ملخص للأسبوع الاول من فعاليات بطولة الڨران سلام للولايات المتحدة 2017 التي انسحب منها البريطاني ماراي سويعات قليلة بعد الاعلان عن الجداول النهائية للدورة ، في سيناريو لم يعجب متتبعي الكرة الصفراء خصوصا أنصار الهرمين فيديرر و نادال ، حيث ان انسحابه في ذلك الوقت المتأخر أثر على مجرى القرعة و انتج جدولا يؤدي الى مواجهة في الدور النصف النهائي للبطولة بين العملاقين ، في حين انمشاركة ماراي كانت لتؤدي الى مواجهة بينهما في الدور النهائي. 0
الثنائي الاكثر شهرة و تتويجا في تاريخ اللعبة (بالبطولات الأكثر أهمية) لا يزال يبحث عن تألقه المعهود ، حيث ان الاسطورة فيديرر تمكن باجتياز الدورين الاولين بصعوبة كبيرة في مباراتين مراطونيتين امتدت كلاهما الى خمسة اشواط كاملة ، الاولى ضد منافس لم يكن اصلا موجود بهذا العالم حين بدا المايسترو يبرز طاقته في اواخر التسعينات من القرن الماضي. المعني بالأمر هو الامريكي تيافويي ، عنصر رئيس للفيلق الامريكي الصاعد و هو لم يبلغ بعد العشرينية و رغم ذلك يتمتع بمؤهلات و طاقات خارقة للعادة و من بينها ارسال مرعب قادر ان يفتك باعتى المنافسين. اما الثاني فهو الفنان المخضرم الروسي يوزني ، الفائز في 2002 بالمرسيدس كاب بشتوتڨارت بأول بطولة في مسيرته ، و الذي بمجرد ملاقاته للملك فيديرر للمرة السابعة عشر ، تحول الى آلة ضاربة قادرة على تكرار إبداعات موسم 2008 عندما كان في قمة عطائه و حين احتل المركز الثامن في التصنيف العالمي. ظن ميخاييل لفترة تزيد عن الساعتين انه قادر ليثأر لنفسه عن الستة عشر خسارة السابقة التي تكبدها امام المايسترو خلال مسيرته ، المتتبعين ظنوا ان المقاتل يوزني قادر فعلا على الاطاحة بمنافسه ذو المقام المتميز ، لكن هذا السيناريو لم يكن في برنامج رودجر ، الذي بخبرته و برودة دمه المعهودتان ترك العاصفة تمر ليجهز على منافسه الفذ في الشوط الخامس و الاخير ب6 مجموعات ل2. في مباراة الدور الثالث ، لم يجد فيديرر أي صعوبة تذكر لإزاحة ابن طليطلة الاسباني ، صاحب الرقم القياسي لللاعبين الاسبانيين الاكثر مشاركة في الدور النهائي لكأس دايفس (4 ادوار نهائية) المتألق فاليسيانو لوبيز ، في حلقة اخرى نهايتها لا تختلف بتاتا عن الاثنا عشرة التي سبقتها ، التي تجسد المواجهات بين البطلين و التي جميعها حسمت لفائدة رودجر الخارق.0
المصنف الاول في العالم و المتوج ببطولتي 2010 و 2013 الماتادور رافا نادال ، لم يبلغ بعد السرعة القصوى بل وجد بعض القلق في مواجهة لاعبين من الدرجة الثانية حيث اجبر على التخلي عن شوط لكلا المجتهدين ، الياباني تارو دانيال و الارجنتيني ليوناردو مييار. اكيد ان مواجهة الثمن نهائي بينه و بين الاكراني دلڨوبولوف ، الذي ازاح التشيكي بارديش، سوف توفي بوعودها و سوف تكشف لنا عن النوايا و الامكانيات الحقيقية لأكبر لاعب للارضية الترابية عبر التاريخ.0
في سجل خيبات الامل ، الخيبة الكبرى تأتي من جانب الواعد الكسندر ساشا زفيريف ، احد ابرز المرشحين للظفر باللقب، هذا الاخير اظهر انه لم يبلغ بعد فترة النضج التي تمتع بها من قبله لاعبين مثل فيديرير ، نادال ، بيكار و سامبراس ، لكي لا نذكر الا هؤلاء ، لكي يتمكن من التميز بصفة مسترسلة في اكثر من بطولة . زفيريف صاحب بطولتي الماستر 1000 بمدريد و الرودجرز كاب بمونتريال ل2017 ، المنتصر في هذا الموسم على الاسطورتين فيديرر و دجوكوفيتش ، يتعثر امام الشاب المتالق ، صاحب لقب « النجم الصاعد » لموسم 2014 للجمعية الدولية للتنس المحترف ، الكرواتي بورنا تشوريتش ، الذي ذكّر الجميع من خلال مواجهته للبطل الالماني، انه من طينة اللاعبين الذين يجب ان يقرأ لهم الف حساب و انه الوريث الشرعي لرواد التنس العالمية ، لو لا الاصابة بالرقبة التي اجلت وصوله للقمة.0
0
ايضا سجلنا انسحاب المصنف الاول للولايات المتحدة ، اللاعب الشاب جاك سوك منذ الجولة الافتتاحية ، وهي تعتبر خيبة امل كبرى ، حيث ان هذا الاخير يتبارى في عقر داره امام الاسترالي تمبسون ، منافس ابعد ما يكون عن الحجم الثقيل. 0
كذلك في سجل خيبات الامل ، انتظرنا تاكيد من جانب البلغاري ديميتروف بعد تتويجه ببطولة سينسيناتي، لكن يبدو ان هذا الاخير لم يسترجع بعد تركيزه الذي فقده من شدة فرحته بانجازه الاخير و الغير مسبوق في مسيرته الرياضية.
كيرڨيوس و نقطة الاستفهام ؟
هذا اللاعب الواعد ، صاحب المؤهلات العملاقة ، الذي لفترة ما تربّع على عرش الجيل الصاعد ، لكنه من بطولة الى اخرى ما فتأ يفقد من بريقه و يخيب امال الاخصائيين. لا شك ان الفريق الساهر على تدريبه مطالب بمعالجة مزاجه المتهور بعض الشيء. كيرڨيوس اهدى الترشح منذ الدور الافتتاحي الى مواطنه ميلمان. 0
في المقابل ، سجلنا في سجل التألق ، الصعود الصاروخي لللاعبين روبلاف (19 سنة) ، المتأهل للثمن نهائي بعد تألقه في الدور الثاني و ازاحته للبلغاري دميتروف بثلاث اشواط نظيفة. ثم الكندي الواعد ذو الثماني عشرة ربيعا صاحب ابداعات الموسم الحالي ، شابوفالوف ، الذي ازاح الفرنسي تسونڨا بثلاثة اشواط لصفر ، ليضيف الى رصيده في الدور الثالث ، فوز آخر مهم على حساب اللاعب البريطاني رقم 2 ، الواعد كايل ادموند ، الذي انسحب من المباراة و هو متأخر بشوطين لواحد. لا يمكننا لوم شابوفالوف بعد انهزامه في الدور الثمن نهائي ضد المصنف 15 عالميا ، الاسباني راموس فينولا بنتيجة متقاربة للغاية بثلاث اشواط انتهت كلها بالمجموعة الحاسمة. 0
اما الانجاز الاكبر الذي سجل الى حد منتصف البطولة ، فهو يحسب لللاعب الارجنتيني المقاتل دياڨو شفارتزمان ، الذي تمكن من الضرب بقوة بعد الاطاحة في الدور الثالث ، بصاحب لقب موسم 2014، المصنف السابع في التصنيف العالمي، المتميز مارين سيليتش ، ثم الفرنسي الواعد ، المصنف رقم 20 عالميا لوكا بويي في الدور الثمن نهائي ، بثلاثة أشواط لشوط واحد. الارجنتيني صاحب ال170 سنتمتر طولا (متاخر على سيليش ب 28 سنتمتر) مصمم على التألق خلال هذا الموسم بفضل روح قتالية جبارة ، تعوضه عن قصر قامته. هذا اللاعب سيجبر المتتبعين على اعادة النظر في الاسطورة الرائجة في الخيال الشعبي التي تربط درجة التألق بطول قامة معين. 0
لا يسعنا ايضا إلا ان نحيي عودة الجنوب الافريقي كيفن اندرسون الى الاضواء ، هذا اللاعب المنتظم يستعيد شيئا فشيئا مستواه بعد تقهقره في الاداء و في الترتيب العام ، و هو يحتل حاليا مرتبة مشرفة بنادي الثلاثين العالمي. العملاق الجنوب افريقي ، دور بدور ، اتى على طموحات الليتوني المجتهد ارنست ڨولبيس ، الذي لم ييأس منذ مدة من استعادة المكانة المرموقة التي احتلها لسنوات خلت في المراتب المتقدمة للتصنيف الدولي. متألق آخر لم يصمد أمام ضربات الارسال المدمرة لاندرسون ، ألا وهو لاعب المستقبل ، العيشريني الكرواتي تشوريتش.0
0 0
بقية المشوار في البطولة للأشقر الافريقي الجنوبي ليس كثير التعقيد ، بل بالعكس ، هي تنبأ بادراك هذا الاخير انجاز غير مسبوق في مسيرته ، حيث انه في منتصف جدوله لا يوجد لاعبين « محضورين » من طراز لاعبي البيڨ فور ، او حتى من نادي التوب تان. و لذا فالفرصة تاريخية لأندرسون ، كذلك لكوواري، و كارينيو بوستا و شوارزمان لبلوغ دور نهائي لأحد اكبر البطولات في العالم. 0
في ما يخص اسبوع السيدات باليوأس أوبن ، لا يمكننا تفادي البدا بالحديث عن خيبة امل من جانب صاحبة لقب الموسم الفارط ، المصنفة السادسة عالميا ، الالمانية انجليك كربر ، هاته الاخيرة و بعد خيبة امل رولون ڨاروس و الانسحاب في الدور الافتتاحي ، لم تستطع مجددا من ادراك الدور الثاني بعد عزلها من طرف لاعبة بعيدة عن نادي العشرين ، اليابانية ناعومي اوزاكا بشوطين نظيفين. كربر تجعلنا نطرح اكثر من تساءل ، فبعد فوزها الموسم الفارط ببطولتين للڨران سلام و خوضها لنهائي الماسترز ، و لنهائي أولامبياد ريو دي دجانيرو ، كيف يمكن للاعبة من تلك المستوى المتميز ان تتراجع في الاداء و في الترتيب بهاته السرعة (الترتيب الحي الحالي 12) ؟ ماذا يحدث لصاحبة ال29 ربيعا و هو سن لاوج العطاء ، خصوصا بعد الانسحاب الاجباري لبقية الموسم للاسطورة سيرينا ويلياس؟
في سجل خيبات الامل ، الليتونية اوستابنكو تاخذ منه نصيب مهم ، فبعد تألقها وإحرازها لقب الڨران سلام للأرضية الترابية بباريس ، العشرينية التي اختطفت الاضواء بصفة مفاجأة دون اي سابق انذار ، تبدا السقوط مباشرة في اول امتحان لها، حيث تنسحب مبكرا في « بطولة العالم للأرضية المعشية » بويمبلدون و هاهي تخيب مجددا امال محبيها بفشلها من الارتقاء الى الثمن النهائي لليو آس اوبن ، بنتيجة مخزية بشوطين لصفر ، لم تستطع فيهما من احراز اكثر من خمسة مجموعات ، امام اللاعبة الروسية كزاتكينا ، و هي لاعبة ابعد ما يكون عن الصاعقة. 0
في المقابل شاهدنا حسن استعداد مواطنتها سيفاستوفا التي اطاحت بالعائدة المتألقة شارابوفا في الدور الثمن نهائي و التي بدورها نجحت في امتحانها الاول في الدور الافتتاحي بإزاحتها للمصنفة الثانية عالميا الرومانية سيمونا هاليب. 0
لاعبة اخرى تؤكد تقدمها البطيء لكن المنتظم نحو الادوار الاولى ، و هي اللاعبة الامريكية كوكو فننديواڨي التي اطاحت ب »الاستاذة » البولونية آنياشكا رادفنسكا بشوطين لواحد في الدور السادس عشر. 0
اما في سجل العائدات ، فالى جانب الجميلة الروسية شارابوفا ، التي انسحبت في الثمن نهائي بعد ان شرفت عقدها ، نسجل العودة المتألقة للايستونية ذات ال 32 ربيعا (418 عالميا) ، التي ضربت بقوة و تمكنت من التأهل الى الثمن النهائي على حساب اليابانية ناعومي اوزاكا بشوطين لشوط. 0
الامتياز مجددا لسلووان ستيفنس التي لثلاث اسابيع خلت ، كانت تحتل المرتبة 934 بالتصنيف العالمي ، فبعد تألقها في دورتين مهمتين متتاليتين (تورنتو و سينسيناتي) ، هاهي تضرب من جديد و بكل ما اوتيت من قوة و تحرز اكبر انجاز في مسيرتها الرياضية ، حيث تتأهل الى الدور الربع نهائي لليو آس اوبن عن جدارة بعد ازاحتها للاعبات متميزات و على رأسهن المصنفة العاشرة عالميا المتألقة السلوفاكية سيبولكوفا. الامريكية ستيفنس تحرز قفزة نادرا ما شهدناها في تاريخ اللعبة ، بما يقارب عن 900 رتبة في التصنيف العالمي في فترة وجيزة جدا بثلاث اسابيع ، حيث تحتل المرتبة 51 في التصنيف الحي الحالي و مرشحة من ادراك المرتبة 34 في صورة النجاح في امتحانها القادم في الدور الربع نهائي ضد سيفاستوفا. 0
لاعبتان تتسابقان بصفة مباشرة على صدارة الترتيب العالمي ، الكفة مرجحة الى حد الساعة لفائدة الاسبانية موڨوروزا التي تحتل صدارة الترتيب الحي. هاته الاخيرة منتظمة في الاداء و في التألق و تشق حاليا طريقها بكل ثبات بعد ازاحة ثلة من اللاعبات المتميزات ، بسهولة مثيرة للإعجاب ، حيث انها لم تتنازل خلال الثلاثة ادوار الاولى التي خاضتها سوى عن 9 مجموعات مقابل كسب 6 اشواط نظيفة و 32 مجموعة. بالرغم عن ذلك في الدور الربع نهائي الاسبانية لم تصمد امام عزم التشيكية كفيتوفا لضم لقب جديد لمسيرتها الحافلة. هاته الاخيرة بخرت طموحات موڨوروزا بعد ان تقدمت 17 مرة الى الشبكة لحسم التبادل لصالحها 13 مرة ، في المقابل اكتفت الاسبانية ب6 حسم من 9 صعود الى الشبكة ، كذلك تفوقت التشيكية في تعداد الضربات الحاسمة التي ارتفعت لديها الى 24 ضربة مقابل 7 لمنافستها. 0
بفضل الاحصائيات الايجابية لديها تمكنت التشيكية من حسم اللقاء لصالحها بشوطين لصفر تفاصيلها 7/6 و 6/3 ، و ترتقي بفضل هذا الانجاز الكبير الى دور المرشحة الاولى للفوز باللقب و حينها سيكون الثالث في مسيرتها من فئة الڨران سلام. 0
ليس بسهولة لكن بكل ثبات تواصل بليسكوفا مشوارها في البطولة ، و رغم انها لم تواجه الى حد الان لاعبة من الصنف « المعقد » ، تنازلت رغم ذلك عن شوطين و عن 31 مجموعة. 0
في ما يخص المشاركة العربية في هاته البطولة المتميزة ، الجزيري التونسي المخضرم ذي ال33 ربيعا ، صاحب ال5 بطولات من فئة التشالنجر ، تالق بتاهله الى الدور الثاني على حساب البرازيلي مونتيرو، بعد قتال تواصلت ردهاته طيلة 5 اشواط كاملة ، خرج منها الجزيري بسلام ، لكن بلياقة بدنية لم تمكنه من اجتياز امتحان الاسترالي ميلمان ، (الذي اطاح بكيرڨيوس في الدور الافتتاحي) ، خصوصا بعد تقليص فترة الراحة من يومين الى يوم واحد لتدارك يوم الامطار « الابيض ». 0
0
امام جمهور منحاز كليا لمواطنته من اصول هولندية ، الشابة كوكو فنديواڨي ، المصنفة عدد عشرين عالميا ، و الذي لم يلعب اللعبة و لم يصفق و لو مرة واحدة للبطلة انس جابر عند احرازها لضربات حاسمة ، لم تتمكن هاته الاخيرة من الخروج سالمة من امتحان في هاته الصعوبة و وسط بيئة عدائية في ذلك المستوى ، مع هذا اقر بان هاته الاخيرة لم تدخر اي جهد للإطاحة بمنافستها ، بل بالعكس يمكن القول بانها دفعتها الى آخر خندقها و كان يكفي ان تكسب نقطة واحدة ليتغير مصير المباراة رأسا على عقب، حيث تمكنت انس من احراز كرتين للشوط الاول عندما كانت متقدمة ب 6 نقاط مقابل 4 في المجموعة الحاسمة (تايبريك) لكن سوء الحظ و فقدان التركيز في الظروف القاسية للمباراة ، جعلها تخسر كرة الشوط ، او ان اردنا ، كرة المباراة. تمكنت الامريكية من اتمام بقية اللقاء بكل اريحية بعدما فقدت جابر تركيزها بصفة شبه كلية ، على اثر النقطة المشئومة. اذا ، تمكنت فنديواڨي من الثأر لنفسها بعد اربع سنوات من هزيمتها من طرف انس جابر في نهائي بطولة ساڨيني بكندا.اكيد ان فرصة الحسم ، أو ما يعبر عنها ب »الجميلة » سوف تتوفر لأنس و في ظروف احسن تمكنها من الفوز. 0
على اثر مشاركتها ببطولة الڨران سلام للولايات المتحدة و تأهلها الى الدور الثاني ، تحرز البطلة العربية انس جابر انجازا تاريخيا ، حيث انها تمكنت من الدخول في نادي التسعين (توب ناينتي) لأول مرة في تاريخ مسيرتها الرياضية (مرتبة عدد 88 في التصنيف العالمي الحي. 0
كل الشكر و التشجيع لبطلينا العربيين و نتمنى لهما التوفيق و التألق في المواعيد القادمة. 0